مقدمة :
انطلقت الفكرة الاساسية لهذه الوحدة الإنتاجية من رؤية " بيت الأنباط" لأهمية الصناعات الثقافية المعاصرة ودورها في التعبير عن رموز الهوية بطريقة توفر الاحترام المتبادل بين منتجي الثقافة ومستهلكيها، وبين الحاجة الى استدامة الثقافة المحملة وصيانتها وحفظها من الإندثار من خلال تحويلها الى منتج ثمين للمجتمعات المحلية وأن تنتفع به.
ولهذا ، جاء مشروع بيت الانباط "مجمع شقيلة للصناعات الثقافية "لتوفير سلسلة من المنتجات الثقافية المرتبطة بالسياحة وبالاعتماد على المجتمعات المحلية ضمن خط ورؤية جمالية خاصة .
الخط الجمالي:
شهدت الصحراء والبوادي وقرى الفلاحين في البلاد الأردنية عبر أكثر من عشرة الآلاف عام من الاستيطان البشري ، أنماطا وأشكالاً متعددة ومتنوعة من الانتاج الفني عبر جدل مستمر لم ينقطع بين الانسان والطبيعة .
ولقد وظف الإنسان الأردني القديم في عصور الحجر والبرونزوالحديد وصولا الى عهود الأنباط والعهود الإسلامية عناصر البيئة المحلية وظهورها في تقنيات فنية انتفع منها وعبر من خلالها عن رقي وجدانة الفني وعلو وجدانه الإنساني ، حيث كانت الملابس ولوازم الحياة اليومية المجال الخصب الذي أنجز مسار تطور الفنون وتقدمها، وعكس الإنسان الأردني القديم قدراته الفنية في كل ما تحتاجه الحياة اليومية وتدابير العيش والحياة والموت والولادة والزواج وكل ما يتطلبة التعامل مع الطبيعة والكون.
ولقد جسد الإنسان الأردني المعاصر استمراريتة الحضارية فيما يوفرالتاريخ الاجتماعي الحديث من معطيات تحدد أنماط الثقافة المادية واللا مادية المعاصرة واحدى تعبيراته الثقافة الشعبية.
أن الخط الجمالي لمنتجات دار شقيلة تخرج من روح الأصالة والمعاصرة الأردنية بأفاقها الإنسانية الرحبة ،وتسعى منتجات شقيلة لملء الفراغ بالجمال ،وذلك من خلال المحددات الأتيه :
1- إعادة تعريف رموز الهوية الثقافية الأردنية بعمقها التاريخي وتنوعها المعاصر،وبجذرها المحلي وافقها الانساني .
2- الإبتكار والإبداع في الأصالة .
3- التواصل مع الحاضر والحداثة .
4- تعميق الشعور بالذات .
عناصر الرؤية الجمالية والتصميمية :
يعتمد الخط الإنتاجي على جملة من العناصر التي تمثل ما يلي :-
1. حضارة العرب الأنباط
توفر حضارة العرب الأنباط مخزوناً ثقافياً يمتاز بالغنى والرموز الثقافية والفنية المتعددة التي تعكسها الفنون النبطية ، التي خلفها الأنباط على مدى خمسة قرون ، وتعكسها فنون العمارة النبطية والنحت والفخار والصناعات والزراعة والحياة الدينيه والروحية ومن أمثلتها الفنية:
- زخرفة الخطوط المائلة على زوايا مائلة 45 درجة .
- الافريزة الدورية : وهي عبارة عن ثلاثة خطوط عامودية متكررة بينها مسافات .
- التيجان : يعد التاج النبطي من أبرز رموز الفنون النبطية ، وهما نوعان ، التاج النبطي ، والكلاسيكي وهو خالٍِ من الزخارف، والنوع الثاني ( ألكورنتي – النبطي ) أو النباتي .
- رموز المنحوتات والتماثيل : بالتركيز على العناصر البارزة مثل :العيون والأنف والملابس وطريقة تصفيف الشعر، حيث الشعر المصفف بالشكل اللولبي والعيون ذات الحدقه الخارجه من تجويفها والأنف ذو السطح المنبسط.
- التناظر والتماثل في الكتل الفنية.
2. تراث الحضارات الأخرى التي شهدها الأردن منذ العصور الحجرية الأولى إلى حضارات العصر الحديدي المؤابية والعمونية والأدومية ، حيث تكتنز هذه الحضارات المحلية على مخزون حضاري ورمزي هائل يقدم إضافة أخرى للرؤية الجمالية للمنتجات المعاصرة التي تقدمها دار شقيلة .
3. الحروفية العربية :
يعد الحرف النبطي هو الجذر الأول للحرف العربي ، وتحمل كل من الحروف النبطية عبر تطورها التاريخي وصولاً إلى الحروف العربية الى جانب ما تحملة من قدسيه كماً ونوعاً من الرمزية الفنية القابلة لإعادة التشكيل في منتجات معاصرة.
يستفاد من الحروفية العربية ( النبطية – العربية ) في إعادة التشكيل على المطرزات وعلى مختلف أشكال المنتجات الأخرى ،ويستفاد أيضاً من نقوش الحياة اليومية والمخربشات المنتشرة عبر الصراء الأردنية في تكوين خط انتاجي موازي يحمل خصوصية وهوية واضحة ومتفردة .
4. الثقافة الشعبية الاردنية المعاصرة :
توفر الثقافة الشعبية الاردنية ببعديها الفلكلوري والتراث الشعبي بعداً آخر يشكل عنصر من عناصر الخط الجمالي لدار شقيلة ، بما تشملة من رموز التراث والهوية والممارسات اليومية .
الفلكلور يعني " حكمة الناس " في ابداع قصصهم ومأثوراتهم وأنماط حياتهم ولباسهم وفنونهم الأخرى ، ولقد ابدع الأردنيون عبرتاريخهم الاجتماعي الحديث والمعاصر رموزاً متنوعة انعكست في مختلف مناحي الحياة .
ويستفاد من الخط الفلكلوري في الأزياء من خلال ما يتوفر من معرفة برمزيتها والعادات والتقاليد المرتبطة بمناسبات استخدام زي معين وتوظيف مدلولات الوحدات الزخرفية التي يوجد بها، علاوة على الاستفادة من تطور وظائف الملابس عبر الحقب الاجتماعية التي تمت معاينتها خلال القرنين الماضيين .
كما يسهم الفضاء الثقافي الذي انتج فية المجتمع الملابس عبر القرنين الماضيين في توفير رمزية اخرى ذات خصوصية جمالية من خلال نقل الثقافة الملموسة وغير الملموسة الى رموز مادية ، تنقل من الخط الجمالي الجديد ،وينتشر ذلك في القصص والافكار والاغاني والامثال الشعبية التي دارت حولها ثقافة الملابس المحلية .