لباس المرأة البدوية في جنوب الاردن/ نساء الحويطات نموذجا

     يعتبر الزي الخاص بالمرأة البدوية في الجنوب ولدى قبيلة الحويطات تحديدا والتي تضم عشائر ابوتاية والجازي و النجادات و المراعية و الزوايدة والسعيدين زيا مميزا و يمثل شخصية المرأة البدوية وما تنفرد به من مميزات خاصة قد يكون الجمال أهمها بالإضافة إلى كون هذا الزي بسيطا و يسّهل الحركة لان المرأة البدوية تقوم بالكثير من المسؤوليات و الأعمال داخل بيت الشعر و خارجه. ولذلك فهي تحتاج إلى هذا الزي الذي يجمع بين جماله من جهه و سهولة ارتداءه من جهه اخرى .

المحوثل:

  ترتدي المرأة البدوية في الجنوب ما يسمى(بالمحوثل)وهو عبارة عن ثوب واسع مصنوع من قطعة طويلة من القماش الاسود و لونه الاصلي ولهذا الثوب أكمام قصيرة ومنها تتدلى قطعة تسمى (الردن) عند لبسه تقوم المراه بارجاع هذا الردن للخلف ليحيط بالرقبة ،وحتى يتم تقصير هذا الثوب الطويل من الأمام وحتى يأخذ الشكل الذي تريده المراه فهي تربطه بواسطة حزام حرير عند ارتداء ة حول منطقة الخصر وقد تكون النساء ذوات الثراء وبنات الشيوخ هن الأقدر على شراء قماش الحرير في حين الأخريات الغير قادرات على شراء هذا القماش الغالي يستخدمن قماش الحبر والمسمى (بالملس) .

       هذا وتلبس النساء المقتدرات قطعة تلبس عادة فوق الثوب المحوثل تسمى (الجبه الدامر) و خصوصا في فصل الشتاء للوقاية من البرد وهذه القطعة مصنوعة من خامة (الجوخ)وقد تكون باللون الأسود أو الأزرق أو الأحمر، و بالنسبة للثوب المحوثل بعض النساء تقوم بتطريزه باللون الأحمرأوالأخضرأوالأبيض أوكل هذا الالوان معا وباشكال عادة ما تكون جميلة وبسيطة تطرز على الاطراف ، والبعض الاخر يجعله سادة بدون تطريز .عند طي الثوب المحوثل بواسطة حزام الحرير فانه يقصر من الأمام لذلك ترتدي المرأة البدوية قطعة أخرى تحت الثوب المحوثل تسمي (القميص) ويكون القميص هذا طويلا واكمامه طويلة ايضا ويكون باكثر من لون فمنه الأحمر والأخضر والازرق وقد تكون خامته إما من الصوف الربيعي أو الحرير.
       على الرأس تضع المرأة البدوية العصابة وتسمى(الحطة) وهي قطعة من القماش مصنوعة من الحرير أو من الصوف وتكون إما باللون الأسود أو البني الغامق وعليها نقوش وأشكال مختلفة بألوان مختلفة أيضايلف بها الرأس ، وتزين ايضا بما تسميه المرأة (المباري) وهو عبارة عن قطعة دائرية تشبه قطعة النقود وعليها خرز بألوان الأزرق والأحمر والأصفر و الأخضر ويوضع المباري على العصابة من الجنب والبعض من النساء البدويات يستخدمن بدل المباري(إبرة) مصنوعة من الذهب توضع بنفس الطريقة وهذا كله من اجل التزين .

        ومن اجل التزين أيضا ترتدي المرأة البدوية القلادة و تسمى (جرير) مصنوع من الفضة وهو طويل قد يصل احيانا إلى الركبة ، وهناك قطعة أخرى     تسمى (جديلة) وسميت بهذا الاسم لانها تجدل كما يجدل الشعر وتصنع من الحرير و بألوان مختلفة إما خضراء أو زرقاء أو حمراء وعند الاطراف تترك على شكل خيوط متناثرة يقال لها(هدب) و توضع الجديلة حول الرقبة .قطعة اخرى مهمة في زي المراة البدوية وتسمى (المسفع) وهو عبارة عن قطعة من القماش تغطي به المراة شعرها ورقبتها و مصنوع من خامة الشنبر .

 
   وتستخدم المراة البدوية لتزيين اصابعها ويديها خواتم واسوارمصنوعة من الفضة وتكون مرصعه باللون الاسود ومنها ما يكون سادة بدون الوان .ولتزيين الانف تقوم المراه باستخدام قطعة يثقب بها الانف من الجنب مصنوعة اما من الذهب او من الفضة وتسمى (الزميّم) وايضا تقوم المراه بتلبيس احد اسنانها الامامية ذهبا لاعطاء منظر جمالي لاسنانها .      ويعتبر الوشم من اهم ادوات الجمال عند المراه البدوية والمسمى اليوم بـ (التاتو) حيث تقوم المراة بعملية الدق او الرسم على منطقة الجبين او الخد اوعند اسفل الفم وقد يكون في هذه الاجزاء جميعها ويكون الرسم باشكال دائرية صغيرة تشبه السلسلة او قد يكون على شكل هلالي .
    وتلبس المراة في قدمها حذاء مكون من الجلد ويكون لونه إما اسود او بني ويكون طويل الساق ومغلق ليشكل امانا لها وحماية من لدغات الافاعي و العقارب في الصحراء . وعند المراة البدوية اهتمام خاص بالبشرة وقد يكون بابسط الطرق ومن مواد طبيعية وموجودة في البئية فهي تصنع ما يسمى (الجلوه) وذلك باستخدام قطعة من شحم الخروف يدق بطريقة جيدة ثم يضاف لها بعض الاعشاب و المواد منها محلب ونفل وهذا عشب ينبت في الصحراء ذو رائحة عطرية جميلة وشنه وهو نبات عطري ايضا وتضيف كذلك المسك والزعفران والكركم لتحصل علىى اللون الاصفر وتستخدم المراة الجلوه لبشرة الوجة و اليدين.
   وللعيون اعتبار خاص في البادية وعند البدو فهي منبع الجمال و الغزل عندهم وينظمون القصائد في مدحها ومن اجل ذلك فالاهتمام في العيون   عند المراة البدوية اهتمام خاص، ولتزيين العيون والعناية بهاولابراز جمالها أيضا تصنع المراة كحلا خاصا بها يسمى الكحل العربي، ويصنع هذا الكحل إما من شجر المطي وهو شجر ينبت في الصحراء وذلك عن طريق حرق هذا الشجر ثم تجمع المادة الناتجه عن الحرق ويكون لونها اسود وتصفى بشاش   وتتكحل به     المراة ،وكذلك قدتصنع الكحل العربي من مادة القطران وهي مادة سائلة لونها اسود غامق وذلك بإحضار قطعة شاش تغط في القطران ثم تحرق وتغمر بالصاج (قطعة من الحديد تستخدم لصناعة خبز الشراك )وتترك هذه الشاشة حتى تنحرق كاملة ثم يرفع الصاج فتكون مادة الكحل متجمعة على سطح الصاج الداخلي و تجمع وتوضع بالمكحلة ، وهذه المكحلة معدة خصوصا لوضع الكحل بها وتصنعها المرأه من قماش الحرير وتكون على شكل محفظة صغيرة مخيطة بشكل محكم .

   ولاستخدام الكحل في العيون تحضر المراة قرن الغزال تضعة وسط الجمر من اجل تحويلة الى شكل مستقيم لانه بالاساس ياخذ الشكل الدائري ثم بعد ذلك يتم حفه ليصبح دقيقا كالعود ويوضع بالمكحلة لحين استخدامه .ومن اجل غسول الوجه و الشعر فان المراة البدوية تستخدم الصابون النابلسي او صابون النعامة المصنوع من الزيت .

 واحد شعراء البادية يتغزل بزي وعيون المراة البدوية يقول :

السلك بالثوب حايكته             تقول مساهج هيمانِ   ( هيماني الحية الرقطاء
والكحل بالعين دارجته             تقول هدب ريش ظلمانِ ( ظلماني ذكر النعام )     
 
المجموعة البحثية في تراث الثقافة الجمالية للمرأه الاردنية
مجموعة التدريب في مجالات الصناعات الثقافية
حوارات الثراث والجمال