لباس المرأه التقليدي في منطقة وادي موسى وجوارها

     يعبر لباس المرأه في كل مجتمع وفي كل مرحلة تاريخية على طبيعة التطور الاجتماعي والثقافي السائد ، ويلازم لباس المرأة التغير والتبدل المستمرين وبسرعة قد تتجاوز ما هو الحال لدى أشكال ألبسة الرجال ، وبذلك فهو يعبر عن الوظائف الاجتماعية والثقافية للباس ويعكس البيئة المحلية في اطرها الاجتماعية والثقافية وفي محددات التكون الطبيعي من مناخ وتضاريس ، علاوة على ما يعبر عنه من مكانة اجتماعية للشخص وموقعه في السلم الاجتماعي لأي مجتمع .

     ويوضح هذا التقرير بعض الأشكال اللبسية التقليدية الموجودة في التراث الشعبي لمنطقة وادي موسى وجوارها.

 الثوب :

   كانت المرأة تلبس     ثوباً من القماش،وهذا القماش تعددت أنواعة مثل قماش (الدوبيك ،الحبر ،دولين،المرمر،وأغالها ثمناً قماش المرمر)، وكانت المرأة تشتري كمية كبيرة من القماش لتربط وسط هذا الثوب بحزام مجدول من الصوف الملون حيث يصبح الثوب مقسوماً إلى جزئين ، يغطي الجزء الأول الحزام ويتكون الجزء الأول من طبقة واحدة ، والجزء الثاني يتكون من طبقتين ويسمى هذا الجزء " العِب " .

    في أسفل الطبقة الأولى يوضع قماش ملون بلون أزرق على الاغلب وتسمى " تذيّله " وهذا الثوب ليس   له أكمام ،بينما يوضع على الجانبين قطعة زائدة من القماش تسمى " ردن " ، ويطرز هذا الثوب من أعلى الجانبين بآلة يدوية وبالوان متتعددة ويسمى هذا التطريز " سيالة " والخيوط المستخدمة لهذا التطريز تسمى " كباكيب " ويلبس هذا الثوب بشكل يومي واعتيادي ولا يوجد له وقت معين أو مناسبة خاصة ، ولكن الاثواب التي تستخدم للمناسبات والحفلات والأعراس تزداد نسبة التطريز على الثوب او يميز ثوب المناسبات بتطريزه بالألوان الزاهيه ، وفي لبس الثوب كانت النساء المتقدمات في السن والقدر تميلن الى الالوان الداكنة " أخضر ،أزرق" وتميل الصبايا الى اللون (الزهري والذهبي والأحمر الناري).

  عادة يوضع هذا الثوب مع جهاز العروس"تعني كلمة جهاز العروس الملابس والحاجات الخاصة التي يتم تحضيرها من قبل اهل العريس" ويُلبس تحته قميص قماش ملون ومخطط من قماش يسمى " بوبليل". وإذا أرادت المرأة أن تزيد من قدرها اجتماعياً خاصة إذا كانت زوجة الشيخ كانت المرأة تلبس فوق الثوب جاكيت تسمى " الجبه " من الجوخ أو "تومان" ( نوع من القماش الغالي الثمن ) وتخيط على جانبي الجاكيت تطريزة تسمى "القياطنى " ويلبس فوق هذا الثوب أيضاً العباءه وتوضع على الرأس وتنزل الى أسفل القدمين وتكون ذات قماش ناعم فيه نسبة من الحرير .

    نلاحظ ان الثوب (المدرقة) قد يعني النمط الوحيد للباس المراه في وادي موسى حتى منصف القرن العشرين الماضي، وكان التغير البسيط بين فئات النساء هو لون الخيط أو ما يلبس فوق هذا الثوب ليعطي شيئاً من الفخامة أو الوجاهه.

ولهذا الثوب حذاء يلبس معه كان يسمى " بيتوت " ولكن هذا الحذا لا يشتريه إلا المقتدر مادياً.

وما يؤكد وجود هذه التسميه ما غنته النساء عليه وسمعت هذه الأغنية

 كندرجي ياكندرجي                      إعمل للحلوة بيتون افرنجي

      وكأن نوعية الحذاء الجيد يؤكدها التراث هي الصناعة الإفرنجية أي ( الأجنبي ) ومن خلال هذه الأغنية فأن هذا الحذا يستخدم لثلاثة أغراض أولها: للدبكة أي حذا يلبس في المناسبات والأفراح . الثاني : " للغنجة " أي للتباهي . الثالث : حذا للذهاب للزيارات الخاصة والبعيدة وللمشتريات وهذه الزيارة المميزة تحتاج الى حذا مميز .

وفي بداية الستينيات بدأ يتلاشى ظهور الثوب تدريجياً وبدات تظهر المدرقة وتنتشر بشكل واسع .

المدرقة :

        كانت أول نوعية للمدرقة ظهوراً هي المدارق المطرزة تطريز بخيط يسمى "رسمي " ، وهو ذا قطب صغيرة وكثيرة ومتلاصقة بجانب بعضها البعض ، وتسمى هذه التطريزة " الكرنيش"، وتسمى الخيوط المستخدمة لهذا التطريز " الكرار " وهذه النوعية من الخيوط جودتها أفضل من الخيوط المستخدمة في خياطة الثوب وهي "كبكوب".

         وهذه المدرقة لها أكمام مطرزعليها ، وقد يستخدم لون واحد من الخيوط وفي الأغلب اللون الذهبي فهو اللون المرغوب اكثر عند النساء ، والقماش المستخدم للمدارق (المد ، دوابيك ، المخمل) . وبعد ذلك ظهرت المدرقة بدون كُم ، ويُلبس تحتها "دشداش" أي فستان طويل ولها ردن على جانبين ، ويطرز على الذيل والصدر ويستخدم لها قماش (المخمل والمد والدورفيل)،والمد قماش قليل الجودة ،بينما كان القماش الغالي الثمن وذو الجودة العالية هو المخمل حيث تلبس مدرقة المخمل للمناسبات الكبيرة ، والأعراس المهمة .ويكثر التطريز عليها كلما زادت أهمية المناسبة .

ومن الأغاني التي اتحفنا بها التراث عن المدارق :

ياأم المدرقة المخمل دخلك وين طرزتيها                   طرزتها ليثية من الحارة الشمالية

ويقصد باليثية : أي من بني ليث وهم أهل وادي موسى .

وكانت المرأة التي تخيط المدرقة معروفة في جميع أحياء المناطق وجوارها ، فيقال فلانه من الحارة كذا   وتأخذ مقابل خياطتها مبلغ كذا على المدرقة ، أو في أحيان قليلة تأخذ لبن جميد أو شيئاً من هذا القبيل .

وهناك أغنية أخرى تقول :

يالباسات المدارق هواكن في القلب غارق                  حلفت الليلة ما افارق ديان وسدوا لي ديني

العصابة :

كان لبس العصابة سلوك أو تقليد إجتماعي عام تلبسه المرأة بعد زواجها ، أو بعد ان  يأتي لها أول مولود، فبذلك تعبر العصابة عن دلالة اجتماعية للانتقال العمري وتغير الحالة الاجتماعية .

    والعصابة رمز للشرف والاتزان ،وشكل من أشكال التباهي والفخر وللزينة أيضاً، وما يؤكد ذلك ماقيل عنها، فقد قالوا : " العصبة نصبة "(تعني كلمة نصبة في الدارجة المحلية ،نمط من السلوك الاجتماعي الذي يقصد به التباهي واظهار الذات)

اي لمن أراد التباهي والتزين والدلال فهو يتنصب، وبذلك يكون لبس العصابة ذو مدلول اجتماعي غني .

وتتكون العصابة من قطعتين القطعة الأولى تًلف على   الرأس وتسمى مسفح   والقماش المستخدم لها "شنبر " أو القطعة الثانية هي العصبة : منديل من قماش يسمى "جرجيت " وتطوى حتى تصبح شكل مستطيل ثم تربط فوق المسفح على منطقة الجبين في الرأس ، والبعض كان يستخدم منديل صوف بألوان مختلفة وزاهية مثل الأحمر وهو غالي الثمن .

وللعصابة نوعان :

  •      السد العالي : وتوضع فيها قطعة من الكرتون ،وترفع العصبة إلى الأعلى يستخدمها الكثير من النساء ، والبعض يطرز عليها بخيوط غالية الثمن ، ودلالة هذه الخيوط الجاه العالي والرقي.   
  •      السد الواطي : لا يوضع فيها كرتون و تربط بشكل عادي .

    
المجموعة البحثية في تراث الثقافة الجمالية للمرأه الاردنية
مجموعة التدريب في مجالات الصناعات الثقافية
حوارات الثراث والجمال