الحياكة

   الحياكة   knitting    وتعرف أيضاً بالتريكو   tricot    هي عملية ربط خيط واحد أو أكثر يدوياً أو آلياً، ينتج منها قماش بأنواع مختلفة (أقمشة التريكو، أقمشة غير منسوجة).

لمحة تاريخية

عرفت صناعة   الغزل   والنسيج منذ أقدم العصور، ويعتقد كثير من العلماء أن بلاد الرافدين هي الموطن الأول للحياكة ولصناعة   الغزل   والنسيج وفي سورية بالتحديد، كما أن مصر عرفت النول في عهد الفراعنة. برع الدمشقيون في الحياكة وصناعة النسيج وعرفت منتجاتهم باسمهم في جميع أنحاء العالم، ومازالت رائجة حتى اليوم كأقمشة الدامسكو والبروكار. وكانت الحياكة بأنواعها تنجز يدوياً  حتى عام 1589م، وحين اخترع الكاهن الإنكليزي وليام لي آلة لحياكة الجوارب، رفضت ملكة بريطانية هذه الآلة الجديدة لأنها تهدد المهن اليدوية لهذه الحرفة. بعد ذلك أسهمت الثورة الصناعية في أوربا في تطوير صناعة   الغزل   والنسيج والحياكة بتصنيع النول الميكانيكي وآلة   الغزل   الميكانيكية أيضاً، ثم النول النصف آلي والآلي الأوتوماتيكي الذي أساسه النول الخشبي الدمشقي. وقد استثمرت التقانات الحديثة في تطوير هذه الصناعة بمراحلها كافة في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، باستخدام الحاسوب والأتمتة سواء في النول أو في آلات   الغزل   أو في آلات الصباغة و الطباعة   أو في مكنات التريكو.

تصنيف الحياكة

 

 

الشكل (1  )

 

 

تتنوع الحياكة بحسب قوام الخيط أو الألياف، وبحسب البنية والتجهيز النهائي للمنتج، ومن أجل الإعداد تستخدم خيوط القطن أو   الصوف   أو الحرير أو الكتان أو   الخيوط   الكيماوية (التركيبية)، إن طراوة الأقمشة المحيكة وقابليتها لامتصاص الرطوبة وإمرار الهواء تساعد على التوسع باستخدامها أكثر من الأقمشة المنسوجة، وهي تصنع من خيوط من نوع واحد أو من عدة أنواع أو من مزيج مؤلف من مجموعة خيوط (مختلفة المادة الأولية كالقطن والصوف) وغيرها.

تختلف الحياكة من حيث البنية فتكون عرضانية (أفقية   -   حدفية) أو طولية (سداتية)، وحيدة العروة أو القطبة ومزدوجة القطبة أو المزخرفة مثال الجاكار، وبالمقارنة مع وحيدة القطبة تكون أكثر سماكة وأثقل ولا تَنْفتِل أطرافها. وتستخدم غالباً لصنع الملابس الخارجية وأحياناً البياضات الداخلية. وبحسب طريقة التجهيز النهائي هنالك الأقمشة الخامية والمقصورة (المبيضة) والملونة والمنفشة والمزخرفة، و المطبعة   والأقمشة ذات الفروة   bope    (الشكل - 1).

ومن جهة الوظيفة يمكن أن تكون الحياكة للملابس الداخلية والخارجية، وللجوارب بأنواعها النسائية والرجالية وللأطفال والقفازات والخُمُر وغيرها. وتُخاط البياضات (الملابس الداخلية) والملابس الخارجية من الأقمشة المحيكة بأنواعها وتكون بقية المنتجات جاهزة من الآلة (الجوارب، والقفازات وغيرها).

الخصائص والمواصفات

يتوقف بناء الأقمشة المحيكة على طريقة تعاشق الطُعن (جمع طُعنة) مع بعضها، وكذلك مقاييسها الهندسية (طول الخيط في الطعنه، علاقة طول الطعنه إلى ثخانتها، ارتفاع العروة وغيرها)، والكثافة الخطية للخيط المستخدم (وزن 1كم من الخيط بالغرام). وعدد الخيوط المزرودة، والشكل الخارجي للخيط (ناعم أو ذو وبره) وغيرها (الشكل - 2).

وتحدد نوعية الأقمشة المحيكة بوزن المتر المربع منها، وعدد الطعن في وحدة الطول العرضية والطولية، وكذلك المواصفات الميكانيكية والفيزيائية. وتتميز هذه الأقمشة بوزنها وبشكل غير مباشر بثخانتها. ويكون الوزن للأقمشة الخارجية ما بين 300-600غ/م 2 ، وللبياضات الداخلية من 115-240غ/م 2 . ولتقييم المواصفات الميكانيكة لابد من تحديد الطراوة، والمرونة، والمتانة، ومقاومة الاهتراء (البلى)، والكر، والفتل للأطراف (عدم التفاف القماش على نفسه) وغيرها.

تتعلق استطالة القماش (التمطط) بنوع الحياكة (النقش، والتصميم النسيجي)، وبناء العروة (الطُعنة). وتكون نسبة الاستطالة   -   الزيادة في القياسات لدى أقمشة التريكو العرضية (الحدفية) ومثال ذلك (أقمشة الجوارب حتى 400%). والأقل للأقمشة الطولية (السدائية). وحين يتطلب الأمر تخفيض نسبة الاستطالة يجب استخدام حياكة مركبة. (الشكل -3 ).

 

 

 

 

 

  الشكل (3 )

الشكل (2  )

 

 

إبرة التريكو

تعد إبرة التريكو أهم وسيلة لإنتاج هذه الأنواع من الأقمشة ولها أنماط كثيرة (الشكل - 4). وهي الوسيلة الأساسية لخلق العروة (الطعنة). وتصنع من الفولاذ، طولها بين 25 - 100مم، سماكتها 0.3 - 1مم. أما قياسات الطعنة فتتعلق بسماكة (ثخانة) الإبرة، وكلما كانت الإبرة أثخن (أسمك) كلما كانت العروة أكبر (الشكل - 4).

 

الشكل (4  )

أنواع آلات التريكو

يمكن أن تكون آلات التريكو مسطحة أو دائرية.

 

الشكل 5

ـ آلات التريكو المسطحة : تمتلك إبراً متوضعة في مضاجع مسطحة أو في سرير للإبر، أو سريرين، يشكلان مع بعضهما زاوية محددة وكل منهما يميل عن الأفق بمقدار 45 درجة، وفي عملية الحياكة تدفع الإبر نحو الأعلى والأسفل بوساطة الحوامل المتصلة بعربة مزودة بدليل الخيط والتي تتحرك على طول الآلة (الشكل - 5). تجري على عرض القماش التعديلات بزيادة أو إنقاص عدد الإبر الفعّالة، مما يسمح بإنتاج أقمشة مختلفة الشكل، والتي تخاط مع بعضها لاحقاً (الشكل - 5).

تعد الآلات المسطحة مناسبة للتشغيل اليدوي إلا أنها تُشغل آلياً في الاستخدام التجاري، ويمكن الحصول على تنوع غير محدود في الأقمشة المحيكة بتعديل اختيار اللون ونوع العروة، وهناك آلات متنوعة لحياكة الجاكار.

ـ آلات التريكو الدائرية:   توضع الإبر في أخاديد محفورة في جدار أسطوانة الآلة، التي يكون قطرها صغيراً بحدود 1سم (0.4 إنش) أو كبيراً يصل إلى   1.5م (خمسة أقدام).

 

  

الشكل (6)

  

تمتلك بعض آلات التريكو الدائرية مجموعتين من الإبر محمولة على أسطوانات متمركزة، بحيث تسمح للإبر بالتداخل فيما بينها. تتحرك قواعد الإبر خلال عملية الحياكة على مسارات الحامل، وتنزلق الإبر للأعلى والأسفل من أجل التقاط الخيط من قطبة جديد، وتتخلى عن القطبة المُشكّلة سابقاً، تلتقط كل إبرة الخيط مرة واحدة خلال دورة واحدة للأسطوانة من مخزن للخيط في الآلات الأقل تعقيداً. أما بالنسبة للآلات الحديثة فإنها ربما تمتلك عدداً من المغذيات قد يصل إلى مئة مغذي مما يسمح لكل إبرة بالتقاط مئة خيط في دورة واحدة للأسطوانة، وتستخدم كل الإبر ذات النابض وذات اللسان، علماً أن ذات اللسان هي الأكثر شيوعاً (الشكل - 6).

إن آلات التريكو الدائرية الكبيرة الحديثة التي تصنع قماش «الجرسيه»، والتي تمتلك من 90 إلى100 مغذي، تستخدم بشكل متكرر لإنتاج الأقمشة المتوسطة الوزن. وتزود بعض الآلات بعجلات نموذجية تتحكم بعمل الإبر لإنتاج القطب المختلفة أو قطب الثني أو تزود بجهاز الجاكار.

تتألف آلات الحياكة الدائرية، لصنع الأقمشة المختلفة، من أسطوانة عمودية على محيطها الخارجي مجاري الإبر وحامل (سرير) أفقي على شكل مضجع دائري عليه مجارٍ للإبر متوزعة قطرياً، وكذلك تكون مجموعتا الإبر مرتبة بعضها مع بعض بزوايا محددة. ويمكن أن تعدل آلات الحياكة الدائرية لحياكة الفرو الصنعي.

ولا شك في أن أكثر آلات الحياكة تعقيداً، هي التي تدمج الاختيار الإلكتروني للبلاتينات في آلة الجاكار للحياكة الدائرية.

الاختبارات والعيوب

تحدد نوعية القماش وجودته بأكثر من وسيلة منها:

فحص المظهر الخارجي؛ إذ يجب التأكد من عدم وجود تقطعات في الخيوط؛ أو بقع أو شكل غير طبيعي أو عيوب على القماش من وجهه الأمامي والخلفي.

تحديد نوع المادة الأولية: يحترق القطن كاحتراق الورق، أما   الصوف   فاحتراقه يعطي رائحة خاصة كرائحة احتراق العظام أو الشعر، ويتفحم ويكوّن مادة هشة. أما احتراق الأكريليك ( الصوف   الصناعي) فيؤدي إلى تميع   الخيوط   وإلى تكوّن كتلة بيضاء قاسية بعد التبريد.

 

 

المجموعة البحثية في تراث الثقافة الجمالية للمرأه الاردنية
مجموعة التدريب في مجالات الصناعات الثقافية
حوارات الثراث والجمال